Jassy

نورس بلا بحر

يوليو 24th, 2008 by Jassy

 

استوقفت شحروراً مهاجرًا .. فنهرني مزمجرًا

وحاولت أن أستوقف خطاف البحر … فصفق بجناحية في وجهي … وابعتد .. رويدًا رويدا

صرخت … ناديت ….. أيتها الطيور ….. أيتها المهاجرة ….. هنا وطنك ….. هنا بيتك …. فلم تغادرين ؟؟

فلم يجبني إلا النورس …….؟

وهل يهجر من له بيت ؟ ….. من له أرض لم تغتصب ؟ ….. من له أهل لم يخذلوا ؟ ….. من له مستقبل لم يُعتدى عليه …… هنا ……. ؟

فعدت أدراجي إلى حيث اسكن …. وحزمت أمتعي ……. مودعةً البحر .. لأتحول إلى نورس .. بلا بحر

كُتِبَتْ في 3 يونيو 2006

لمن نغني .. ؟

يوليو 24th, 2008 by Jassy



ولدت هنا كلماتنا

ولدت هنا في الليل يا عود الذرة

يا نجمة مسجونة في خيط ماء

يا ثدي أمّ لم يعد فيه لبن

يا أيها الطفل الذي ما زال عند العاشرة

لكنّ عينيه تجوّلتا كثيراً في الزمن



يا أيها الإنسان في الريف البعيد

يا من يصمّ السمع عن كلماتنا… بالعين لو صادفتها

كيلا تموت على الورق

أسقط عليها قطرتين من العرق

كيلا تموت

فالصوت إن لم يلق أذناً ضاع في صمت الأفق


أين الطريق إلى فؤادك أيّها المنفيّ في صمت الحقول

لو أنّني ناي بكفّك تحت صفصافه

أوراقها في الأفق مروحة خضراء هفهافة

لأخذت سمعك لحظة في هذه الخلوه

وتلوت في هذا السكون الشاعريّ حكاية الدنيا

ومعارك الإنسان والأحزان في

ونفضت كل النار كل النار في نفسك

وصنعت من نغمي كلاماً واضحاً كالشمس

عن حقلنا المفروش للأقدام

ومتى نقيم العرس ؟

ونودّع الآلام ؟


بقلم : أحمد عبد المعطي حجازي

لله .. أيها المسلمون أين أنتم ؟

يوليو 24th, 2008 by Jassy

دخل رجل بيت الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه فلم يجد له متاعاً

فقال: أين متاعكم ؟

فقال أبو ذر : لنا بيت هناك نرسل له صالح متاعنا

ففهم الرجل وقال : ولكن لا بد لك من متاع ما دمت في هذه الدار

فأجاب أبو ذر : ولكن صاحب المنزل لا يتركنا فيه

                           ***

كان لرسول الله (ص) حديث متسلسل بالابتسام, أي أن النبي روى الحديث وابتسم ومن ثم فكان كل من يرويه يبتسم بدءا من الصحابة حتى وصل إلى نور الدين محمود الذي رواه لطالبه صلاح الدين الأيوبي وابتسم … ومن ثم عندما قام صلاح الدين بروي الحديث لأصحابه لم يبتسم… فقال له معلمه: أكمل الحديث يا صلاح الدين .. فقال : “كيف أبتسم والمسجد الأقصى أسير” !!؟

 

 

حب بلا أمل -2

يوليو 24th, 2008 by Jassy

 

ليلى: أحق حبيب القلب أنت بجانبي أحلم سرى أم نحن منتبهان
أبعد تراب المهد من أرض عامر بأرض ثقيف نحن مقتربان

قيس: حنانيك ليلى، ما لخل وخلة من الأرض الا حيث يجتمعان
فكل بلاد قربت منك، منزلي وكل مكان أنت فيه، مكاني
ليلى: فمالي أرى خديك بالدمع بللا أمن فرح عيناك تبتدران
قيس: فداؤك ليلى الروح من شر حادث رماك بهذا السقم والذوبان
ليلى: تراني اذن مهزولة قيس؟ حبذا هزالي ومن كان الهزال كساني
قيس: هو الفكر ليلى، فيمن الفكر؟
ليلى: في الذي تجنى
قيس: كفاني ما لقيت كفاني
ليلى: أأدركت أن السهم يا قيس واحد وأنا كلينا للهوى هدفان
كلانا قيس مذبوحٌ قتيل الأب والأم
طعينان بسكين من العادات والوهم
لقد زوجت ممن لم يكن ذوقي ولا طعمي
ومن يكبر عن سني ومن يصغر عن علمي
غريب لا من الحي ولا من ولد العم
ولا ثروته تربي على مال أبي الجم
فنحن اليوم في بيت على ضدين منضم
هو السجن وقد لا ينطوي السجن على ظلم
هو القبر حوى ميتين جارين على الرغم
شتيتين وان لم يبعد العظم من العظم
فان القرب بالروح وليس القرب بالجسم

قيس: تعالي نعيش ياليل في ظل قفرة من البيد لم تنقل بها قدمان
تعالي الى واد خلي وجدول ورنة عصفور وأيكة بان
تعالي الى ذكرى الصبا وجنونه وأحلام عيش من دد وأمان
فكم قبلة ياليل في ميعة الصبا وقبل الهوى ليست بذات معان
أخذنا وأعطينا اذا البهم ترتعي واذ نحن خلف البهم مستتران
ولم نك ندري يوم ذلك ما الهوى ولا ما يعود القلب من خفقان
منى النفس ليلى قربى فاك من فمي كما لف منقاريهما غردان
نذق قبلة لا يعرف البؤس بعدها ولا السقم روحانا ولا الجسدان
فكل نعيم في الحياة وغبطة على شفتينا حين تلتقيان
ويخفق صدرانا خفوقا كأنما مع القلب قلب في الجوانح ثان
(تنفر ليلى)
ليلى: وكيف؟
قيس: ولم لا؟
ليلى: لست قيس فاعلا ولا لي بما تدعو اليه يدان
قيس: أتعصينني يا ليلى؟
ليلى: لم أعص آمري ولكن صوتا في الضمير نهاني
وورد يا قيس؟، ورد ما حفلت به لقد ذهلت فلم تجعل له شان
قيس غاضبا: تعنين زوجك يا ليلى؟
ليلى منكسة رأسها: نعم
قيس: ومتى أحببت وردا؟ ترى أحببته الآنا
ليلى: فيم انفجارك؟
قيس: من كيد فجئت به
ليلى: اني أراك أبا المهدي غيرانا
أجل هو الزوج فاعلم قيس أن له حقا على أؤديه وسلطانا
قيس: اذن تحاببتما؟
ليلى: بل أنت تظلمني فما أحب سواك القلب انسان
ولست بارحة من داره أبدا حتى يسرحني فضلا واحسانا
نحن الحرائر ان مال الزمان بنا لم نشك الا الى الرحمن بلوانا

قيس: بل تذهبين معي
ليلى: لا، لا أخون له عهدا، فماحاد عهدي ولا خان
فتى كنبع الصفا لم يختلف خلقا ولا تلون كالفتيان ألوانا

قيس متهكما: أراك في حب ورد جد صادقة وكان حبك لي زورا وبهتانا
ليلى: قيس
قيس خارجا: اتركيني بلاد الله واسعة غدا أبدل أحبابا وأوطانا
(يحاول أن يتركها فتمسك به ليلى)
ليلى: العقل يا قيس
قيس: لا، خل الرداء دعي
ليلى: وارحمتاه لقيس عاد كانا
(ثم يفلت منها ويندفع الى سبيله تاركا اياها باكية في هيئة استعطاف)

من مسرحية : مجنون ليلى لأحمد شوقي
 

أسطورة الجنون

يوليو 24th, 2008 by Jassy

 

     جاء في أسطورة فارسية قديمة، أن رجلاً صالحاً وجد في حقله صندوقاً كبيراً مقفلاً مدفوناً تحت شجرة الكينا الضخمة.
    أتى بالصندوق إلى البيت محتاراً أيفتحه أم ينتظر أحداً ليأتي فيأخذه ؟ ولكن القفل بدا له شبه مفتوح، فقرر إلقاء نظرة إلى الداخل، وجد فيها لفافة ورقة قديمة جاء فيها " يظهر لنا أنك رجل صالح وحكيم، فلتسمع نصيحتي يا صديقي، سيأتي زمان فتنشف كل مياه الأرض، ولن تتبق قطرة واحدة في الأرجاء، فيسود العطش العظيم، تموت إثره ألوف الحيوانات والنباتات والبشر، وسينتهي بعد سنوان قاحلة طويلة برجوع المياه من مجاريه، لكنها ستكون ماء ميتة، من يشربها يصاب بالجنون، فكن حكيما أيها الرفيق وخذ بمقولتي، اجمع ما تستطيع من مياه النهر العذبة ما يكفيك لنهاية أيامك، ولتهنئ بطيب العيش وطول العمر وكامل العقل" أغلق الرجل الصندوق وهو لا يكاد يصدق ما قرأ. أمضى الرجل الصالح وقتاً طويلاً في جمع المياه وتخزينه، ملأ الجرار والبراميل ..
    وجاء اليوم الموعود ………..
    انتهت الأنهار عن الجريان وتوقفت المياه عن التدفق وساد القحط العظيم … لسنوات وسنوات .. امتلأت الأرض بالجثث وذبل كل شيء، وانصعق الناس … لكن الرجل كان ثابتاً يشرب من المخزون.
    وبعد وقت طويل، عادت المياه إلى الوجود والأنهار إلى الجريان. فرح الناس ولم يستمع أحد إلى تحذيرات الرجل الصالح أن شاربو هذه المياه تحل عليهم لعنتها. شربوا وشربوا حتى ارتووا .. فجنوا
    جن الجيران والأقارب وأهل القرية جميعهم وكذلك ساكنوا القرى المجاورة والغير مجاورة . جن كل الناس .. وبقي الرجل الصالح العاقل الوحيد في الوجود
    لكن الناس جميعهم كانوا يتهمونه بالجنون .. فكيف يمكن للجميع أن يجنوا ولرجل واحد فقط أن يكون عاقلاً وصادقاً فيما يدعيه !؟
    مر وقت على هذا الحال، إلى أن لم يطق الرجل صبراً … فذهب للنهر .. وشرب من المياه …. وجن وعاد في نظر الجميع عاقلاً حكيماً.

 

كُتِبتْ في 9 أبريل 2006

« Previous Entries Next Entries »